حدثَ وإليك التفاصيل



سيرة ذاتية لقلب ... يكتبها شادى ويوثقها الجيار ببيت الشاعر


د. مدحت الجيار: نحن أمام تجربة صوفية لا تقل جمالا عن التجارب الصوفية العربية القديمة


محمد شادى
فى قراءته لتجربة الشاعر محمد شادى  "إغوَاءُ الضَّوءِ .. سِيرَةٌ ذَاتِيَّةٌ لِقَلبٍ " ، إعتبر الدكتور مدحت الجيار " الناقد الأدبى و أستاذ الأدب العربى" التجربة الشعريه التى تم إستعراضها ببيت الشاعر ... بداية قوية لرحله جديده يقودها الشاعرمع الشعر العربى المعاصر .. ـ
حيث يؤكد الجيار أنه منذ إستماعه لأول قصيده يكتبها شادى بخط يده وهو يراهن عليه دون أن يعلمه بذلك فيقول  : ـ
غاب شادى لفترة كبيره بعد إطلاعه لى على أول نص شعرى يكتبه وعاد بديوان كامل ليسألنى رأيى .. والحقيقه أقولها الآن .. فقد خشيت أن أخبره كم هو رائع وراق، كما خشيت أن أكتب عنه نقدا،  ليس لشىء سوى حرصى على مواصلته لإبداعه .. فبعض الشعراء المتميزين لا يصح الإشاده بأول ديوان لهم حرصا على حماسهم وإبقائهم فى تحدٍ مستمر مع ذواتهم يقينا منّا بجودة وجمال ماسيقدمونه من إبداع حقيقى .. ، ثم سافر شادى خارج القاره لسنوات طويله.. وهو فى الحقيقه لم يسافر إلى الخارج فقط ... بل إنه قد سافر أيضا إلى الداخل ، ليعود مرة أخرى فيقول أن هناك عملا جديدا .. وقد كنت متشوقا للغايه لأرى حقيقة رهانى الذى لم يكن يدرى عنه شىء .. فسألنى : متى ؟؟ قلت : حالا
ومن هنا لم أستطع أن أكتم عنه - وقد صرت متأكدا من صدق حماسه ولم أعد أخش عليه فتورا- أنه قد بدأ لتوه بهذا الديوان رحلة جديده فى كتابة الشعر العربى المعاصر. ـ

وعن قراءته لتجربة الشاعر " إغواء الضوء .. سيره ذاتيه لقلب " يقول : فور سماعى لهذه التجربه ذات الثلاث كتب : شهد الحروف – بسم العشق ، غواية الحروف ... عبير البوح – قطاف الروح ، وتأويل الرؤى ... حكايات الشمعه – همس الضوء " سألنى شادى .. هل سيقام علىّ الحد ؟؟ وكان ردى : بل على من لم يعترف بما كتبت !! ـ
فقد صنع شادى شعرا ممتزج التجارب .. والتجربه الصوفيه  فيه أكثر من رائعه .. بل أنها فى رأيى أنا لا تقل بحال من الأحوال عن التجارب الصوفيه العربيه القديمه  . ـ

ويرى د. مدحت أن الشاعر محمد شادى متورط بشكل كبير وواع  جدا مع النص القرآنى فيقول: إن إلتحام شادى مع النص القرآنى قد أكسبه أساليبا عربيه بسيطه من خلال وعيه التام بدلالاته ومعانيه وأساليبه .. ليقدم نموذجا رائعا للشعر المفترض أن يكون خارج إطار التفعيله .. فهو - أدرك أو لم يدرك – قد صنع إيقاعا بديلا للتفعيله بالتلاحم الذى حدث بين سفره الداخلى والخارجى .. بين تجاربه الشخصيه والتجارب العامه ... وبين أزماته الشخصيه وأزمات الواقع الإجتماعى ، ليدخل شادى الجب الخاص به مستعينا بكل تفاصيل التقافه العربيه وعلى رأسها الكتاب المقدس والقرآن الكريم . ـ
 
د. مدحت الجيار
وعن التجربه  الصوفيه فى شعر شادى يؤكد :إنها تجربه صوفيه ممتازه ، حيث أن أهم ما يميز شعراء المتصوفه هو إنصهار العوالم داخلهم لتختزل فى شىء واحد .. ونجد ذلك فى إستراتيجيه وضعوها لإرجاع كل شىء حولهم للإله الواحد .. فنجد الشاعر المتصوف أبو منصور الحلاج حين كتب " ركعتان للعشق وضوؤهما دمى " قد مزج بين أكثر من عالم بكل تناقضاتهم مما خلق جمالا زاد من أسرار الدهشه والسحر فى كتابته ، وهكذا فعل شادى فى تجربته دون تناقضات مزعجه من تفاصيل تلك العوالم .. إذ أن إستخدامه للتناقضات جاء مبررا مما أحدث تصارعا فيما بينها ، وهذا ما ساعده لـ " يؤنسن" الجوامد فيبرز روحها .. وكذلك أن يصبغ البشر بروح الطبيعه من حوله فيصبح جزءا منها ... وهذا هو سر جمال الكتابه الصوفيه كما قدمها شادى فى تجربته ..  ـ

كذلك يرى  الجيارأن الجمل القصيره والعبارات الجميله المتتاليه فى شعر شادى هى التى أبرزت قوة وتماسك بنية القصيده ... ، كما خلقت بها إيقاعا داخليا لم يقصده الشاعر ... بل أحدثه كذلك إعتناؤه بالتضادات والتوازيات الموجوده فى الواقع الإجتماعى ،بالإضافه إلى وجود مزيج ممتاز من عدة معاجم كان فى مقدمتها الكتاب المقدس والقرآن الكريم .ـ

واختتم الناقد وأستاذ الأدب العربى والبلاغه قراءته بقوله : لقد استطاع شادى أن يحوّل الحب إلى تجربة شعرية صوفية رائعة لا شك فيها .. ولا تقل جمالا وسلامة عن التجارب الصوفية القديمة .ـ