الأربعاء، 25 مايو 2011

Tahrir Lounge يعيد " روح التحرير" بمعهد جوته



      تصوير : محمد جمال الدين " نضال"       مونتاج : معتصم الأزهرى

كتبت / إيمان يحيى

إستقبل معهد جوته فعاليتان مختلفتان نظم لهما القائمين على مشروع ملتقى ثوار التحرير " تحرير lounge "  فى دعوة منهم للشباب المصرى إلى ضرورة المشاركه فى التغيير الحقيقى وإحياءا لروح الثوره المصريه الشعبيه.
الأولى كانت من خلال معرض لصور فوتوغرافيه تعكس ملامح الثوره المصريه  كما إلتقطتها كاميرا أحد الشباب الذى شارك فى الثوره بعنوان " روح التحرير "، والفعاليه الثانيه كانت حفل موسيقى أحيته أكثر من فرقه شابه تعبيرا عن الرغبه فى التغيير الحقيقى وتحفيزا له .


بشوى فايز
لقى المعرض الخاص بالمصور الحر " بشوى فايز " إقبالا حافلا بالأسئله والمناقشات والحوارات بين الحضور فى إسترجاع منهم لأحداث الثوره المصريه وهو ما عبر بشوى عن سعادة جمه به وتقديرا هائلا لمشروع "ملتقى ثوار التحرير" الذى أتاح له أن يعرض مجموعة الصور هذه للمره الثالثه ليحظى بذات الإهتمام والتقدير  بعد عرضها داخل الميدان للمرة الأولى فى جمعة النصر ثم عرضها فى ساقية الصاوى للمره الثانيه ، مشيرا إلى أنه قد تمت الإستعانه بمواده المصوره فى محتوى الكتاب الذى أعدته د. كريمه خليل عن الثوره المصريه " رسائل من التحرير " .

رامى عصام
كذلك أقام المشروع حفل موسيقى يضم العديد من الفنانين و الفرق المصريه الشابه المستقله  مثل رامى عصام " مطرب الثوره " كما يلقبه الشباب والكبار ممن شاركوا فى الثوره والذى إستطاع بجهد بسيط منه أن يستعيد مع الحضور شعور الميدان والهدف الواحد  بأغنياته التى ترددت فى ساحة الميدان بقوه لتدعيم روح الإصرار والأمل فى نفوس المعتصمين وقتها ، كذلك شاركت كل من فرقة "ميريام وآبو" ، "أسفلت"  و فرقة" محمد النحاس" .. حيث تسابقوا جميعا فى تقديم الأغنيات المختلفه الوطنيه والشبابيه الهادفه لنقل رساله إلى الشباب المصرى والحكومه والمسؤلين فيها تحت شعار واحد وهو " كلنا مصريين ... إصحوا " وكذلك إلى أمريكا وإسرائيل فى إلتفات ملحوظ منهم إلى القضيه الفلسطينيه وتطوراتها .


منى شاهين
جدير بالذكر أن مشروع ملتقى ثوار التحرير " تحرير lounge " وهو مشروع مستقل قام بإعداده مجموعه من الشباب المصرى الذى شارك فى ثورة 25 يناير كما أكدت " منى شاهين" القائمه عليه لشبكة ميدان التحريروالتى أوضحت أنه يقوم على  أساس ثلاثة محاور رئيسيه هى الندوه الأسبوعيه " من أنتم ؟" الذى يستضيف  من خلالها الملتقى قادة الأحزاب والمجموعات والحركات  السياسيه للتحاور معهم ومعرفة المزيد عنهم وعن رسالتهم ودورهم فى بناء المجتمع المصرى بعد ثورة 25 يناير ، وورش العمل التى يقوم المشروع من خلالها بتدريب الشباب لإكتساب مهارات العمل الميدانى مثل التدوين والكاريكاتير والقصص المرسومه والصحافه الإحترافيه و الفيديو والتقارير المصوره . كذلك يقوم الشباب من خلال المشروع بعمل حملات توعيه شامله من خلال تبسيط المفاهيم السياسيه وشرحها بشكل مبسط  للمواطن المصرى البسيط فى الأقاليم تحت شعار " كلنا مصريون .. إصحوا "  فى تعبير عن ضرورة التصدى لأى فتنه وأى تشويش قد تحدثه عناصر غير شريفه لهدم روح الوحده المصريه كما أثبتتها التوره والتأكيد على ضرورة  الإهتمام بالتعليم والتأهيل الذاتى للممارسة الديمقراطيه الحقيقيه فى الفتره القادمه .

السبت، 21 مايو 2011

أداء الشرطة .. نصف نعم ..نصف لا !!




تقرير : إيمان يحيى 

فى محاولة من شبكة ميدان التحرير لرصد رأى الشارع المصرى حول دور رجال الشرطه فى الوقت الحالى وتقييمهم لأدائهم فى الشارع .. عبر مجموعه من المواطنين عن إستيائهم من تقصير رجال الشرطه فى أداء واجبهم فى حماية المواطنين وخدمة الشعب الذى كانت قد وعدت الداخليه بعودته وتنفيذه بشكل صحيح وهو ما لم يحدث للأسف .. وأكد بعضهم ان الشرطه المصريه عادت اسوأ من ذى قبل فى محاوله من بعض افرادها لمعاقبة المواطن الذى وقف فى وجههم مطالبا بمعامله كريمه تليق بآدميته وهو ما يراه هؤلاء غير لائق بهم وبمهامهم الصعبه التى يقومون بها فى حماية وتأمين الشارع المصرى ..

البعض الآخر يرى أنه لا وجود طبيعى لرجال الشرطه فى الشارع أو الأقسام عدا شرطة المرور التى تحاول بجهد بالغ وملحوظ أن تؤدى واجبها وتقوم بدورها فى تنظيم المرور الذى إزداد سوءا بسبب تلك الإعتصامات والوقفات والمظاهرات فى أماكن كثيره أغلبها حيوى ورئيسى .


رأى آخر يؤكد أن الشرطه بدأت تستعيد توازنها بشكل مرضى ومقبول بعد الظلم والمبالغه فى الإنتقاد التى تعرضت لها أثناء الثوره وبعدها والتى لا زالت مستمره حتى الآن . وإنطلاقا من وجهة النظر هذه يرى البعض أن موقف الشرطه الحالى يدعو للوقوف إلى جانبها ومساندتها ضد البلطجه والفتنه وكل ما يذهب بهيبة رجل الشرطة التى لا تنفصل عن مفردات تدعيمه للقيام بدوره بنجاح .


الكثير من أفراد شرطة المرور فى قلب ميدان التحرير وقيادتها أكدوا أنهم يحاولون القيام بدورهم على أكمل وجه خاصة فى ميدان بات من أهم وأشهر ميادين العالم فى الفتره الأخيره .. كما أكدوا على أن الشرطه كلها بلا إستثناء تقوم بدورها وتبذل قصارى جهدها لحماية المواطنين وتأمينهم مستنكرين موقف من يدعى غير ذلك .


جمعة الغضب القادمة..كيف ولماذا ؟؟

T


 تقرير : إيمان يحيى 

بعد تزايد الوعى الشعبى وكثرة المناقشات والحوارات بين فئات الشعب المختلفه عن الإستعداد لجمعة الغضب الثانيه التى دعت لها جبهة التغيير السلمى وتبناها عدد ليس بالقليل من الشباب تحت شعار إنقاذ الثوره والتعبير عن الموقف الشعبى من أداء المجلس العسكرى فى الفتره الأخيره .. تنقلت كاميرا شبكة ميدان التحرير الإخباريه للكشف عن حقيقة الموقف ومدى إنتشار فكرة التجهيز لثورة ثانيه فى السابع والعشرين من مايو للمطالبه بمجلس رئاسى يتولى شئون البلد بدلا من المجلس العسكرى وكذلك إصدار قرارات وأحكام شعبيه من قلب الميدان يؤكدون شرعيتها التى أكتسبتها من الثوره ..

يرى بعض الشباب أن موقف المجلس العسكرى أصبح مريب للغايه وغير مفهوم حيث وصفوه بأنه " ماسك العصايه من النص " مستنكرين العديد من بعض مواقفه والقرارات التى أصدرها وخاصة المحاكمه العسكريه للشباب المعتقل فى حين يحاكم العادلى الذى أجرم بلا شك فى حق مصر محاكمه مدنيه .. وغيرها من الأمور التى يرون أنها لن تستعيد توازنها ومنطقيتها الثوريه سوى بنزولهم لأرض الميدان مجددا ..

فى حين وصف البعض الآخر الدعوه لجمعة الغضب الثانيه بالحمقاء و الصادره عن شباب غير مسئول لا يشعر بتأزم الوضع العام للمواطن البسيط الذى بات تقريبا بلا مصدر رزق فى ظل ما يعانيه الإقتصاد من تدهور وتراجع أعلن المسؤلون قلقهم .. بل رعبهم منه ، مؤكدين أن المجلس العسكرى يقوم بدوره على أكمل وجه وأنه يحاول أن يبذل قصارى جهده للحفاظ على أمن مصر الخارجى فى نفس الوقت الذى يدير فيه شئون البلد الداخليه بكل ما تتعرض له من فتن وبلطجه وعدم إستقرار أمنى

على الجانب الآخر أكد بعض الباعه الجائلين الذين يستعدون لجمعة الغضب الثانيه بالأعلام والشعارات والمأكولات والمشروبات البارده والساخنه أنهم لا ينظرون للأمر بإعتباره موقف عليهم رفضه أو تأييده والمشاركه فيه .. بل هو بالنسبه للكثير منهم – إن لم يكن كلهم – موسم لأكل العيش .. أما موقفهم فلم يكن واضحا بعد بسبب عدم إلمامهم بكل تفاصيل وأسباب الدعوه له .

ومن ناحيتها أكدت نقطة شرطة المرور بميدان التحرير أنه لم تصدر لهم أية تعليمات غير عاديه وأن دورهم سوف يقتصر على محاولة تنظيم المرور وعدم السماح بتعطيله والتسبب فى أزمه مروريه ، مع التأكيد على مشروعية تعبير الشباب والمواطنين عن رأيهم بطريقه سلميه لا شغب فيها أو تخريب .

الخميس، 19 مايو 2011

محاكمة مبارك .. أم العفو عنه ؟؟

تقرير من إعدادى وتصويرى .. مونتاج : معتصم الأزهرى


كتبت : إيمان يحيى 

 إستطلعت "شبكة ميدان التحرير " آراء المصريين حول فكرة العفو عن الرئيس السابق من عدمه بعد أن تزايدت الأنباء التى تؤكد أنه يسعى للحصول على عفو شامل مقابل التنازل عن جميع ممتلكاته وأمواله في الداخل والخارج.. وقد تباينت أمس آراء رجل الشارع المصرى حول الفكرة حيث قال المعارصون لها أنها مرفوضه لأننا لا نثق فى إمكانية إسترداد كل الأموال المنهوبه منه ومن أسرته ، مؤكدين إستمرار عدم ثقتهم به وبكل رموز نظامه قائلين أنه لا تكفى فقط محاكمته ، بل إنه لابد من أن يحاكم علنا ليكون عبرة للرئيس القادم ولكل من يحيد عن مصلحة البلد ويساهم فى إفسادها .

فى حين إعتبر العديد من الشباب أن فكرة العفو تعد إهانة لدماء الشهداء الذين ساهم مبارك سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فى قتلهم وأنه ينبغى أن يصدر العفو من ثمانين مليون مواطن مصرى ساهم طيلة فترة حكمه فى تجويعه وإحباطه وإهانته وتهميشه .. بل وإذلاله .

على الجانب الآخر يرى المؤيدون أن مبارك يكفيه ما تعرض له من إهانه بخلعه على مرأى ومسمع من العالم كله , واكدوا انه لامانع من العفو طالما أنه سيتنازل عن أمواله لصالح البلد . واعتبروا ان الرئيس السابق كان له تاريخ عسكرى مشرف وأنه كان رمزا من رموز النصر فى حرب اكتوبر المجيدة.

إنتظروا موضوعاتى على الموقع الإلكترونى لجريدة ميدان التحرير قريبا جدااا .. :) ـ

الاثنين، 16 مايو 2011

" الورشة " تعلن تضامنها مع الإنتفاضه الفلسطينيه الثالثه بمونولوجات غزه وأشعار درويش وموسيقى مارسيل خليفه



أحيت فرقة الورشه أمس  حفلا تحت شعار " ليله لمناصرة الشعب الفلسطينى فى إنتفاضته الثالثه " ، حيث قدمت مونولوجات خاصه بفرقة مسرح "عشتار فلسطينى" الفلسطينيه والتى كتبها شباب فلسطينين بأنفسهم لنقل تجربتهم الحياتيه فى ظل الحرب والحصار... وهى المونولوجات التى كانت قد قدمتها "عشتار" فى إطار مشروع عالمى قامت من خلاله بتدريب ثلاثة وثلاثين شابا وشابه فى غزة تتراوح أعمارهم  بين أربعة عشره وثمانية عشره عاما من خلال إستخدام أسلوب مسرح المضطهدين والعلاج النفسى عن طريق الدراما والكتابه الإبداعيه وهى " مونولوجات غزه " المعروفه الآن والمعروضه بأكثر من لغه غير العربيه. ـ

قدمت " الورشه " العديد من هذه المونولوجات كما قدمت مجموعة أشعارللشاعر الفلسطينى محمود درويش وبعض أغنيات الفنان اللبنانى مارسيل خليفه تضامنا مع الإنتفاضه الفلسطينيه الثالثه . ـ

  
 " الورشه " هى فرقه مسرحيه مستقله مصريه تعمل منذ ما يقرب من ثلاث وعشرون عاما ، بدأت بتمصير نصوص عالميه ثم إنتقلت إلى إستكشاف فنون العرض التراثيه التى سبقت دخول نموذج المسرح الغربى إلى مصروتراث الحياه اليوميه المعاصره ، وقد تجولت عروض الورشه فى أنحاء جمهورية مصر العربيه وعبر العالم العربى وخارجه . ـ

الجمعة، 13 مايو 2011

25 يناير .. حدوتة شعبية تحكيها عدسة كاميرا مصرية





" نـضـــــال "
لم يشهد أى من ميادين المحروسه هذا الكم من ومضات الفلاش التى حظى بها - ولا يزال - ميدان التحرير منذ الخامس والعشرين من يناير لهذا العام .. حيث تتسابق الكاميرات بشتى أنواعها بدءا بتلك الملحقه بالهواتف المحموله أو الخاصه بالتصوير للمحترفين والهواه لالتقاط الصور وتسجيل الفيديو توثيقا لهذا الحدث الفارق فى تاريخ مصر والذى لايزال التسابق فى تسجيل تطوراته ونقلها مستمرا حتى الآن ..

أحد مصادر هذه الومضات كانت كاميرا المحرر الصحفى بموقع جريدة المصرى اليوم الإلكترونى والمصور الحر" محمد جمال الدين " .. أو " نضال " كما يناديه أصدقائه وكما تعرِِّفه صفحته الشخصيه على فيسبوك وتويتر .. والذى شارك فى الثوره منذ بدايتها كشاب مصرى مثل كل الشباب المشارك ، وكذلك كمصور حر تستعين الجريده التى يعمل بها وغيرها من المجلات الأجنبيه بمواده المصوره .. .  هتف ، وصرخ ، وأصيب ، وتم إعتقاله .. ولم تتوقف عدسة الكاميرا الخاصه به عن العمل حتى وهو داخل سيارة الترحيلات ...

كمصرى ثائر .. وكمصور صحفى .. يروى لنا نضال كيف شارك فى صنع الثوره المصريه الشعبيه ..


كيف كان إستعدادك ليوم 25 يناير منذ بدء الدعوه له؟ وهل إختلف عن إستعدادك لتصوير الأحداث المشابهه ؟

كان إستعدادا مختلفا عن إستعدادى لتغطية وتصوير الأحداث والإعتصامات والوقفات الإحتجاجيه التى كانت تنظمها بعض القوى السياسيه المعارضه للنظام خلال الأعوام السابقه مثل حركة 6 إبريل وكفايه وغيرها ، فقد كانت الدعوة التى تم تدشينها عن طريق الفيسبوك وغيره من وسائل الإعلام الجديده بعد أحداث الثوره التونسيه أكثر جرأه وإصرارا وأوضح من حيث الهدف الذى لم يخرج حينها عن المطالبه بتعديلات دستوريه وإلغاء قانون الطوارىء وإعادة صياغة بعض المواد التى  تعيد للمواطن المصرى كرامته وشعوره الحقيقى بالعداله الإنسانيه والحريه والديمقراطيه وإقالة بعض رموز الفساد ، فلم يكن الإستعداد بتجهيز الكاميرا والتواجد فى الوقت المحدد فقط وإنما إستعداد للمشاركه ومتابعة تطور الأحداث كشاب من شباب مصر يسعى لتغييرها نحو الأفضل وليس فقط كمحرر صحفى ومصور حر ينقل الواقع كما هو ... فقد كان الوقت هو للمشاركه فى تغيير هذا الواقع كجزء من الصوره المكونه له .


  كيف تعاملت قوات الأمن المركزى معك كمصور صحفى وكيف تم إعتقالك ؟

معاملة أفراد الأمن المركزى للمتظاهرين بصفه عامه كانت سيئه منذ البدايه ... ولكن كانت الأعداد غير المتوقعه لنا مربكه لهم .. لذلك لم يكن هناك إستهداف لشخص بعينه مهما كان الدور الذى يقوم به . و ما حدث معى أثناء محاولة إعتقالى قد أعتبره صدفه ساهم فيها إصرارى على إلتقاط صوره للأمن المركزى وهو يعاود إلقاء الحجاره على المتظاهرين الذين ألقوها عليهم أولا دفاعا عن أنفسهم  وهو ما دفعنى لعدم التحرك مع جموع الشباب الفار من الحجاره لألتقط الصوره وأسجل فيديو  . لكن منذ البدايه وأنا متخذ قرارا بعدم السماح لأى منهم بإهانتى  او الإعتداء على دون رد فعل مساو ، متبعا القاعده الأناركيه التى تقول بضرورة إستخدام العنف كرد فعل ضد العنف فى إطار الدفاع عن النفس فقط ، لذلك حاولت الدفاع عن نفسى ضد إعتدائهم على بالضرب ومحاولة أخذ الكاميرا الخاصه بى وكل ما كانوا يحاولون أخذه منى بالقوه كحقيبتى التى تحمل اللاب توب ومحفظتى الشخصيه بكل مافيها من نقود وأوراق وكارنيهات ...  وبالطبع لم أسلم من الإصابه إثر إلقائهم بحجر كبير علىّ أصاب ضلع أو أكثر بالقفص الصدرى وكذلك بعض الكدمات المتفرقه أثناء الإشتباك ودفاعى عن نفسى وعن متعلقاتى الشخصيه مما دفعنى للهروب إلى داخل عربة الترحيلات مع عدد كبير من الشباب المتظاهرين الذين تم إعتقالهم فيها .

كيف كان الوضع داخل سيارة الترحيلات ؟

فور صعودى لسيارة الترحيلات فوجئت بشاب ملقى على الأرض يحتضر ولم يكن أحد المعتقلين يعلم مما يعاني فأخرجت الكاميرا وقمت بتوثيق ذلك الحدث الذي سيدين يوماً ما أحد القيادات المسئولة عن ذلك، وكنا نحاول إسعافه ومناداة أفراد وظباط الشرطة من شرفة السيارة لمساعدتنا، ولكن لم يكن هناك أى إستجابه أو رد فعل،  سارعت بفتح اللاب توب وجمعت أسماء الموجودين معى داخل العربة لإرسالها لأصدقائى ونشرها على فيسبوك مع كتابة إحتمالات وتوقعات بالجهه التى تقصدها العربه ليتمكنوا من الوصول إلينا ومساعدتنا للخروج، وظللت أقوم بتحديث وجهتنا وأوضاعنا حتى وصلنا لمعسكر السلام بعد حوالى أكثر من عشرين دقيقة لينتظر الشاب المصاب لعشرين دقيقه أخرى قبل إسعافه وللأسف فشلنا كذلك فى معرفة ما آل إليه وضعه حتى بعد خروجنا ... وقد قمت بتسجيل هذا الحدث داخل العربه وتم نشر الفيديو على موقع الجريدة الإلكترونى .

  وكيف تم التعامل مع الكاميرا والمواد المصوره ؟

تم التحفظ على الكاميرا و اللاب توب والهاتف المحمول فور دخولنا إلى المعسكر وقد كنت متحسبا لمحاولة تدمير المواد المصوره على الكاميرا فاحتفظت بكارت الميمورى وأخفيته فى الكوتشى !! وعندما سؤلت عنه أجبت بأن الكاميرا حديثه ولا تعمل بذاكره منفصله !!! كما كان لللاب توب كلمة سر صعب الوصول إليها . وفور خروجى  تسلمت كل ذلك كما سلمته لحسن الحظ.
 
هل كان هناك أية تجاوزات من قبل الضباط داخل المعسكر؟

لا أستطيع أن أقول أن المعامله كانت سيئه أو على الأقل داخل الزنانه التى كنت معتقل بها ... فلم يحدث أن تعرض أى منا إلى إنتهاك أو إهانه من أى نوع  ، كذلك لم يتم التمييز بين المعتقلين من حيث مجرد المشاركه او القيام بمهمه صحفيه أو إعلاميه أو غيرها ، عدا أن البعض كان يوجه إلينا تحذيرات – فى شكل نصائح  - بعدم معاودة المشاركه فى مثل هذه الأحداث حرصا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا .


هل تأثرت الروح المعنويه للمعتقلين  بذلك الترهيب ؟

لم يفلح ترهيبهم فى إضعاف إصرارنا على المشاركه مجددا .. بل على العكس تماما ، فقد أضربنا جميعا عن الطعام مطالبين بالإفراج عنا – وقد كان معنا من هم دون السن القانونيه – حيث  كنا نعلم جميعا أن إحتجازنا غير قانونى ويتم فى مكان غير رسمى. وقد كنا متلهفين لمعاودة النزول إلى الميدان ومواصلة التظاهر . وبالفعل .. وبعد أن تم الإفراج عنا فى فجر يوم 26 .. إتفقنا على أن نلتقى مجددا بأرض الميدان صباح اليوم التالى الذى كان هادئا بالمقارنه بالأيام التى سبقته إستعدادا لجمعة الغضب فى 28 يناير .

  ماذا سجلت ذاكرتك وعدسة الكاميرا الخاصه بك عن ذلك اليوم ؟

لا شك كان أقسى وأصعب أيام الثوره ، ونحن بالتأكيد لسنا بحاجه لذكر الأسباب المخزيه والمحزنه .. ، فقد تم تصعيد سقف المطالب الشعبيه بعد تجاهل الحكومه لمطالب المتظاهرين الأولى وبعد سقوط شهداء بمدينة السويس وإعتقال الكثيرين فى يوم 25 يناير ومنهم من ظل معتقلا حتى ذلك الوقت ، فأصبح المتظاهرين يهتفون بإسقاط النظام .. لتصبح بذلك " ثوره " بما تعنيه الكلمه . وقد كنت على وشك الموت لأكثر من أربع مرات فى هذا اليوم فقط  بسبب حرصى على الجمع بين ضرورة مشاركتى فى صنع الحدث وضرورة نقله وتسجيله ، فقد كان يوم ملىء بالتفاصيل والأحداث المفزعه ، ففى أغلب الأوقات كانت المشاركه بإنقاذ البعض وحماية البعض الآخر ونقل الأخبار ومتابعة مايجرى تؤخرنى عن إلتقاط الصور وتسجيل ما يجرى بالكاميرا .. إلا أن الثامن والعشرين من يناير ورغم كل ذلك .. قد حظى بالنصيب الأكبر من الصور والفيديو لما حمل من أحداث كثيره متسارعه ، حتى أن البطاريه الإحتياطيه قد فرغت تماما هى الأخرى ولم يكن هناك أى سبيل لشحنها أو لشراء غيرها وكان هناك صعوبه بالغه للوصول إلى مقر الجريده .. وبعد البحث عن أحد مداخل العمارات المفتوحة  فى الشوارع المتفرعه من الميدان ليمكننى الدخول والسؤال عن أى مصدر للكهرباء لمدة نصف ساعة عرضت على حارس عقار أن يساعدنى فى إعادة شحن إحداهما مقابل مبلغ من المال إلا أنه رفضه بشده قائلا : " إحنا مستنيين اليوم ده من زمان .. " .
كيف تطورت أحداث الثوره كما سيحكيها مضمون موادك المصوره منذ الخامس والعشرين ؟

بالطبع إختلف مضمون المواد المصوره كثيرا ... فمن شعارات تطالب بإصلاحات دستوريه وسياسيه وإقتصاديه وأحداث عنف قليله وخفيفه فى يوم 25بالمقارنه بما تلاها... مرورا  بإنتهاكات  قوات الأمن المركزى وإشتباكات ودماء وملامح طالها الغضب والحنق فى جمعة الغضب 28 يناير ... إلى هدوء ظاهرى بعد إنسحاب الشرطه ونزول الجيش فى نفس اليوم ،... ثم تطور المضمون إلى تصوير إشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام والمتظاهرين المطالبين ببقائه بعد إذاعة الخطاب الأول لرئيس الجمهورية السابق ، كذلك الإشتباكات والأحداث الدمويه التى شهدها الأربعاء الدامى الذى هجم فيه بعض البلطجيه بالجمال والأحصنه وهو ماعرف بيوم موقعة الجمل فى الثانى من فبراير.. ثم إستمرار التظاهر والإصرار على رحيل النظام فى صور لشعارات مرفوعه  تعلن عن رفض كل التعديلات والتغييرات والإستجابات المبدأيه المتأخره لبعض مطالب الثوره ... ثم إستمرار حدوث الإشتباكات بين مؤيدى النظام ورافضيه ، كما رصدت الكاميرا إعتداءات من بلطجية مأجورين وأعمال شغب وحرائق فى أماكن متفرقه بعد إلقاء الخطاب الثانى للرئيس السابق وتعاطف البعض معه.. حتى الحادى عشر من فبراير الذى أعلن فيه نائبه عمر سليمان تنحيه عن منصبه وتكليف القوات المسلحه بإدارة شئون البلاد الذى شهد إحتفالا بتحقيق إحدى أهم مطالب الثوره ومناقشات حول ما هو آت ... وصولا إلى الإعتصامات التى كان يقوم بها شباب الثوره وكنت أشارك بها لإقالة حكومة تسيير الأعمال الأولى وغيرها من الإعتصامات  للإعلان عن موقف الشعب من بعض الأمور كذلك تطور العلاقة بين الشعب والجيش .. وغيرها من الأحداث التى لازلت أحرص على توثيقها بالصور والفيديو .


  كيف تقيم أدائك كمصور فى هذا الحدث الملىء بالتفاصيل الهامه فى الوقت الذى كان يتعين عليك المشاركه فى صنعه كمواطن مصرى؟

أعتقد أننى قد قمت بدورى كمصور بشكل جيد ولكن ليس ممتاز كما كنت أرجو حيث  كان الحدث أكبر وأخطر من أن تسجله الكاميرا  كله ... فقد كان على كل شبر من أرض الميدان حدث وصوره يستحقان التسجيل والوقوف عندهما ، هذا بالإضافه إلى الصراع الذى كان يدور بداخلى فى كثير من الأحيان بين دورى كمصور يشارك بنقل الأحداث ودورى كمواطن مصرى عليه أن يشارك فى صنعها ككل المصريين الموجودين فى الميدان ، ولكن الحاجه العدديه وضرورة التدخل للمشاركه بفعل أو رأى أراه فى حينها صواب ومن شأنه تغيير الإتجاه نحو الأصوب والأفضل .. كانا هما الفيصل فى هذا الصراع ..


كيف ترى ثورة 25 يناير بعين المصور الصحفى الناقده والملتفته دائما لكل التفصيلات ؟

أرى أنها " ثوره أناركيه " ... حيث قامت على يد أفراد بلا قائد وبلا خطه ... أفراد لا يؤمنون بالسلطه المركزيه ولا بالسلبيه ضد العنف .. ومصرون على الوصول لأقصى حد من تنفيذ مطالبهم ... فلولا إعتقاد الشباب بهذه القاعده الأناركيه التى تقول بضرورة الدفاع عن النفس ضد العنف .. لتم قمع هذه الثوره وقتلت فى مهدها كما كان الجميع يتخيل فى البدايه .. فالجميع كان يتعامل بناء على هذه القواعد الأناركيه دون أن يدرى أكثرهم بذلك ، والدليل على ذلك هو تلك الفرص العديده التى أتيحت لهؤلاء الشباب للإنتقام وإيذاء كل من تعرض لهم بأذى ولم يلتفتون إليها ، بل العكس تماما هو ما كان يحدث .. حيث كانوا يحمونهم ضد البعض الذين حاولوا إستغلال هذه الفرص للإنتقام وإحداث عنف خارج عن إطار الدفاع عن النفس ... وهو ما حرصت على تسجيله بالكاميرا بشكل واضح .


كيف تري الوضع فى المرحلة الحالية، وما الذي يتوجب فعله من وجهة نظرك كشاب من شباب الثوره ؟

الوضع فى الفترة الحالية إلي حد ما طبيعى بالنسبه لبلد شعبه ثائر، برغم الإنفلات الأمنى وبرغم محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب من ناحية وبين الشعب والشعب من ناحية أخري، وفي هذا يعود الفضل كله للرئيس السابق وأعوانه الذين دأبوا على تكريس ثقافة الإنهزامية وإنعدام الوعى لدى المواطن المصرى ، فماذا نتوقع من مواطن حر غير واعى بالشكل الأمثل ؟!

لذلك فأنا أرى أنه فى الفتره الحاليه - شديدة الخصوصيه - يتوجب على كل ثائر مصرى حقيقى أن ينسحب من الميدان، ليس خوفاً أو تراجعاً ولكن لتجنب وإجهاض أي مخطط من الممكن أن يسبب وقيعة بين الجيش والشعب العظيمين ، كذلك أن يقوم المجلس العسكرى بوضع جدول زمنى " محترم " لتنفيذ جميع مطالب الثورة ويعلنه بوضوح كامل ويطلب من المواطنين عدم التظاهر مع التأكيد على حقهم فيه لإعطاء القيادة فرصة للبناء .. على أن تتم محاسبة المجلس عقب الفترة المحددة كجدول زمنى لتنفيذ هذه المطالب .